ورطة التربية.. ورطتنا جميعاً ......... بقلم : ابراهيم قبيلات

مقالات ودراسات: ورطة التربية.. ورطتنا جميعاً ......... بقلم : ابراهيم قبيلات

تاريخ النشر: 
2021.11.08 - 12:00 am

هنا لن اتخذ موقفاً محدداً من المعاني الجليلة التي ساقتها وزارة التربية والتعليم أمس، فوزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور وجيه عويس يؤكد ان الوزارة مصرة على التعليم الوجاهي في المدارس.
لِمَ؟ الإجابة عند الوزير الذي قال : "لعدم وجود مبرر لأي تعليم آخر طالما أن الوضع الوبائي جيد".
هذا جيد، لكن ماذا عن تصريح الأمينة العامة للشؤون الإدارية والمالية في وزارة التربية والتعليم، د. نجوى قبيلات أمس أيضا، والذي قالت فيه: إن التربية والتعليم سجلت 1024 إصابة بكورونا في أحد الأيام في المدارس، مشيرة إلى الخشية من ان تصل مدارس الوزارة إلى يوم لا تستطيع فيه الوزارة السيطرة على هذه الاصابات مع فصل الشتاء.
إذن، نحن أمام باب رسمي يفتح على كل الخيارات، والواضح أن الوزارة – وربما معها كل الحق – اتخذت قراراً بأن المجتمع الأردني ومستقبله لم يعد يحتمل كارثة التعليم عن بعد والنتائج التي رأيناها في العامين الماضيين.
وهذا صحيح، وربما ان الصحيح كذلك في مخاوف الأمينة العامة للشؤون الإدارية والمالية في وزارة التربية والتعليم التي عبّرت عنها في ارتفاع مستوى الإصابات في المدارس. فما العمل؟.
الورطة جماعية بالتأكيد، هي ليست ورطة وزارة التربية والتعليم وحدها، هي ورطة مجتمع ودولة، ولا أحد بنا يرغب بالعودة إلى المربع الذي دخلنا به منذ أكثر من عامين.
يبدو ان الوزير عويس استشعر هذه المعاني، وهو يؤكد على ضرورة تلاشي الفرق بين التعليم الوجاهي والتعليم الإلكتروني في المملكة.
أما ما يدعو الى القلق، ففي أننا لا نفعل شيئاً إزاء ذلك، والمسألة أعني تلاشي الفرق بين التعليم الوجاهي والتعليم الإلكتروني في الأردن ليست مسؤولية التربية وحدها، هي منظومة متكاملة تبدأ أولاً خارج أسواق المدارس، أقصد الأسرة، بفرعيها المعيشي والثقافي، ومن هنا تأتي الهزيمة أو النصر.
بمعنى أوضح، لا الأسر الأردنية قادرة على كلف وجود أجهزة الكترونية وإنترنت، ولا أيضا الحالة الثقافية المجتمعية العامة قادرة على استيعاب التعليم الالكتروني، ولا سيما أن الأردن ليس عمان وحدها، وحتى عاصمتنا تخفي كثيراً من الفقر في أطرافها.
فما العمل؟
لا أعلم، ما أعلمه يقيناً أننا في ورطة.