الثنائيات السينمائية عربيا وعالميا.. ما الأثر الذي حققته؟

ثقافة وفن: الثنائيات السينمائية عربيا وعالميا.. ما الأثر الذي حققته؟

كثيرة هي الأفلام التي حملت ثنائيات متألقة عربيًا وعالميًا، وتركت أثرًا لدى الجمهور، وتم الاستشهاد بها في الحوارات الثقافية.

وتدل هذه الثنائيات على القيم والمفاهيم الأخلاقية كالبطولة والحب والتضحية والوحدة والتعايش مع الأفكار.

وظهرت العديد من القيم، بواسطة قصص درامية أو كوميدية أو حركية، تستمر في جذب ومحاكاة العقل والعاطفة لدى الإنسان.

وانتهت هذه الأفلام قديما وحديثا، ولكن بقي أثرها واضحًا بما حققته من جدل أو إقناع في الذهن.

هذا الأمر هو ما يؤكد على دور السينما في تقريب التجارب والأفكار للجمهور في كافة أرجاء العالم.

وفيما يلي أشهر الثنائيات البطولية في السينما العالمية والعربية خلال العقود الماضية:

جاكي شان وكريس تاكر

التقى النجمان العالميان جاكي شان وكريس تاكر ضمن سلسلة أفلام ”Rush Hour" مع المخرج الأمريكي بريت راتنر.

ويعد فيلم الأكشن والكوميديا ”ساعة الذروة" المنتج العام 1998 من أكثر الأفلام جماهيرية، وحققت ثنائية جاكي وكريس تواجدا مذهلا، تطلبت تكرار تجربة الفيلم وصولا لثلاثة أجزاء.

وتمثل الثنائي العالمي بضابط صيني اسمه لي يجسده جاكي شان، وأمريكي اسمه كارتر يجسده كريس تاكر، يترافقان في إجراء مهمة أمنية.

وجسد الضابطان في هذا الفيلم أن الأمن الإنساني فوق كل القوميات والاعتبارات السياسية.

عادل إمام ويسرا

اجتمع الفنانان المصريان عادل إمام ويسرا في 16 فيلمًا، تنوعت ما بين الكوميدي والسياسي والاجتماعي.

ومن هذه الأعمال ”شباب يرقص فوق النار"، ”أذكياء لكن أغبياء"، ”ليلة شتاء دافئة"، ”الإنسان يعيش مرة واحدة"، ”جزيرة الشيطان"، ”على باب الوزير"، ”الإنس والجن"، ”كراكون في الشارع"، ”رسالة إلى الوالى"، ”المولد"، ”الإرهاب والكباب"، ”المنسى"، ”الأفوكاتو"، ”طيور الظلام"، ”عمارة يعقوبيان"، ”بوبوس".

ومن أكثرها تأثيرًا فيلم ”كراكون في الشارع"، العام 1986 للمخرج أحمد يحيى، والذي جسد فيه الثنائي أزمة المواطن المصري في الثمانينيات مع السكن والبيروقراطية الحكومية المصرية.

ويجسد العمل قصة تشردهما واتجاههما لبناء منزل متنقل فوق عربة يجرها حمار، لكنه يبقى مثار التطفل من رجال الأمن والمواطنين، منغصًا لحياتهما. فقد قدما فيه مشاهد تراجيدية مبكية، ولحظات كوميدية صارخة، وبشكل إبداعي.

تيم روبنز ومورغان فريمان

تواجد النجمان الشهيران تيم روبنز ومورغان فريمان في فيلم ”الخلاص من شاوشانك"، وهو فيلم درامي أمريكي أنتج العام 1994، وتصدر بطولته تيم روبنز ومورغان فريمان.

وجسد كلاهما رحلة الصداقة في السجن، بخصوصية المكان والطبيعة الإنسانية في هذه الظروف الاستثنائية.

وأبدعا في تقديم علاقة روحية مؤثرة. حيث يعاني ريد، الذي يجسده مورغان فريمان، من الظلم باتهامه بقتل زوجته وعشيقها، وبعد سجنه يمر بظروف معقدة، ويجد صديقه الجديد آندي ويجسده تيم روبن، حيث يسانده لتخطي محنته.

والفيلم المنتشر بشدة مأخوذة قصته عن رواية قصيرة تسمى ”ريتا هيوراث"، من إخراج فرانك دارابونت.

وأراد الثنائي من هذه التجربة دعوة المشاهد للاستمتاع بالرحلة أيما كان نوعها حتى لو كانت داخل السجن.

سعاد حسني وحسن يوسف

قدم الفنانان سعاد حسني وحسن يوسف في فترة الستينيات والسبعينيات، العديد من الأفلام المشتركة، وشكّلا حالة سينمائية خالدة.

ومن أبرز ما قدما من أفلام معًا: ”للرجال فقط"، ”مافيش تفاهم"، ”فتاة الاستعراض"، ”شقة الطلبة"، ”العزاب الثلاثة"، ”شيء من العذاب"، ”نار الحب"، ”الثلاثة يحبونها".

وكانت أكثر الأعمال جماهيرية، الفيلم الكوميدي الغنائي العام 1968 للمخرج صلاح كريم: ”الزواج على الطريقة الحديثة"، وجسد فيه الثنائي التغير في فكر المجتمع المصري بشأن الزواج، والخروج عن القالب الاجتماعي المتأصل، فحين تزوج أحمد ونهى بعضهما في رحلة مصيف، وهما بالأصل أبناء خالة، واجها الرفض العائلي، وخاضا صراعًا كبيرًا للحفاظ على الحب أمام مجتمع يتمسك بتقاليد الزواج المتبعة.

دونالد شيرلي وتوني ليب

جمع الفيلم الدرامي الكوميدي العميق ”الكتاب الأخضر"، شخصيتي شيرلي وليب في علاقة جدلية فكرية، حيث يلتقيان في نطاق العمل، ويكون بينهما اختلاف كبير في الأفكار.

لكن مع الوقت، يبدأ كلاهما بالتأثر بالآخر، وينزل كل منهما من فوق شجرته، وتتشكل بينهما صداقة تستمر لآخر العمر.

ويجسد شخصية عازف دونالد شيرلي الفنان ماهرشالا علي، فيما يجسد شخصية توني ليب السائق، الفنان فيغو مورتينسين.

صدر الفيلم في العام 2018، وأخرجه بيتر فاريلي. أما رؤيته الدرامية، فتحمل الصراع الفكري والتأثر والتأثير بالآخرين.

فؤاد المهندس وشويكار

يعد فؤاد المهندس وشويكار من أشهر الثنائيات في تاريخ السينما العربية.

وكزوجين وفنانين، جاء التفاهم بين فؤاد المهندس وشويكار في المنزل والعمل، ليساعد على تألقهما فنيا، إذ قدما معا مجموعة من الأعمال السينمائية المؤثرة، منها " اقتلني من فضلك"، و"المليونير المزيف"، و"العتبة جزاز"، و ”فيفا زلاطا".

وكان أبرزها الفيلم الكوميدي الاجتماعي ”أنا ومراتي والجو" العام 1969، للمخرج عبد المنعم شكري، حيث جسد فيه النجمان إشكالية الغيرة على الزوج، فعواطف تمر بأوقات عصيبة لأن زوجها عادل أحب جارتها، وطلبها للزواج، فتخوض صراعًا لمنع هذه الخطوة، وتنجح أخيرًا. لكن، لم تكن نهاية الفيلم السعيدة نهاية لفكرة الخيانة الزوجية في المجتمعات.

تشاك نولاند وويلسون

تعتبر هذه الثنائية غريبة من حيث الفكرة والتطبيق، وتضمنها فيلم الدراما والتشويق ”cast away"، فكانت البطولة في هذا الفيلم للفنان توم هانكس، ويجسد شخصية دونالد شيرلي، الرجل الذي سقط من الطائرة في جزيرة بعيدة، وعجز عن العودة لوقت طويل.

وللتغلب على وحدته، يستغل الكرة الطائرة التي تشكل عليها وجه إنسان من خلال آثار دمه، فاتخذها صديقه الوحيد في الوحدة القاتلة التي عاناها وأطلق عليها اسم ”ويلسون".

والشيء المؤثر في نهاية رحلته، أنه فقد هذه الكرة أثناء عودته لوطنه. ويعزز نولاند، دراميا، مهارات التكيف والبقاء في أحلك الظروف، وكيفية بناء صداقة مع الأشياء في حال فقد الكائن الحي. صدر الفيلم العام 2000، وأخرجه روبرت زيميكس.

أحمد مكي ودنيا سمير غانم

شكل النجمان الكوميديان أحمد مكي ودنيا سمير غانم، ثنائيات مختلفة السياق، حيث كانت البداية بفيلم ”لا تراجع ولا استسلام" العام 2010 للمخرج أحمد الجندي، قدما فيه دراما كوميدية سينمائية لافتة، بشخصيتي حزلقوم وجيرمين.

وتلعب الملامح دورًا في اختيار حزلقوم الشاب البسيط عقليًا واجتماعيًا، للقيام بمهمة جنائية، فيستخدمه ضابط حكومي للقبض على تاجر مخدرات ويلتقي خلالها بجيرمين الفتاة المبهرة الناجحة، وتنتهي المهمة الكوميدية بنجاح، منتجة على الهامش علاقة حب بين الثنائي.

وتكمن رسالة الفيلم، في اختبار القدرات الذاتية والقدرة على حماية المفاهيم الاجتماعية الكبيرة، بامتلاك الروح والحب للمجتمع والوطن، كما أن الحب ينشأ في لحظات البطولة.

وبعد نجاح الفيلم قدم الثنائي فيلم ”طير إنت"، وستة أجزاء للمسلسل الكوميدي ”الكبير قوي".

روز بوكاتر وجاك دوسون

تجسدت قصة غرق السفينة الخالدة في الذاكرة البشرية، في الفيلم الملحمي الدرامي الأمريكي الشهير ”تايتانيك"، واشتهر في ذلك الثنائي ليوناردو ديكابريو وجسد دور جاك دوسون، وكيت وينسلت وقدمت دور روز.

ويعتبر هذا الثنائي الأشهر في عالم السينما خلال العقود الماضية، نظرًا لنسبة المشاهدات التي حققها الفيلم، والأثر العاطفي الذي حققه السيناريو وأداء الأبطال على الجمهور.

فالفيلم المخرج من قبل جيمس كاميرون، عالج فكرة الطموح في الحياة، والوصول للحب الحقيقي، من جانب، وفكرة الكوارث التي تحيط بالعشاق من جانب آخر، لكنه أعطى درسًا مهما في التمسك بالحلم والحب حتى اللحظة الأخيرة من الحياة.

ولا يزال المشهد الذي جمع روز وجاك في نهاية الفيلم أيقونة سينمائية خالدة، تعبر عن التضحية والحب مثلما ورد في الأساطير القديمة.

وكان الفيلم وقتها ممثلًا لنقلة نوعية في تركيب ودمج أدوات الأبعاد الثلاثية، وصدر العام 1997، بإنتاج أمريكي، ولايزال يحقق مشاهدات كبيرة لدى الجمهور.

تامر حسني ومي عز الدين

لاقى النجمان تامر حسني ومي عز الدين، متابعة جماهيرية عالية، من خلال سلسلة أفلام ”عمر وسلمى" الثلاثة، التي انطلقت العام 2007، بإخراج أكرم فايد.

وجسد فيها النجمان إشكالية الحب والزواج ومن ثم الخيانة الزوجية، وقدما نموذجًا للحالة الاجتماعية العربية الحداثية، خاصة بتواجد مواقع التواصل الاجتماعي، والجوالات الحديثة، التي تتيح للرجل إقامة العلاقات النسائية، عبر التواصل الرقمي.

وتظهر السلسلة الدرامية الكوميدية مدى تمسك المرأة بزوجها، حتى بعد خياناته المتعددة، ومدى قدرة الرجل على التلاعب بمفاهيم الحياة الأسرية، لتبرير نزواته خلال الألفية الثالثة.

تاريخ النشر: 
2022.01.08 - 5:45 pm