المرحوم الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد....1923 -2015

اعلام اكاديمية: المرحوم الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد....1923 -2015

تاريخ النشر: 
2022.04.09 - 3:45 pm

• حيـــــــــــــــــــــــاته :ولد العلامة اللغوي الدكتور ناصر الدين الأسد بمدينة العقبة في الأردن 1923م، وكانت تابعة للحجاز آنذاك , وفيها تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي , نشأ في بيئة بدوية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان ٍ في الزي واللغة ومظاهر البداوة العربية الأصيلة (وهذا سبب كبير يذكره لتعلقه بالشعر الجاهلي خاصة ).
والقدس أول مدينة يراها انتقل إليها مبتعثا مع أسرته المتدينة ووالده الذي يعمل في الدوائر التجارية محصلا للرسوم بين العقبة وجدة والشوبك , ثم رأى الكرك ووادي موسى ومعان وصولا إلى عمَّان ..
درس في القاهرة "جامعة فؤاد الأول / جامعة القاهرة " التعليم الجامعي , وكان أول أردني يحصل على درجة الدكتوراة منها وبتقدير امتياز ؛لأطروحته الشهيرة "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية "
• الأســـــــــــــد الإنسان :
تميز الدكتور ناصر الدين بصفات شخصية عُرف بها ..مثل : بساطته وكرم نفسه وتواضعه , أناقته الجميلة وابتسامته التي جعلت من ألقابه : "الشاب الثمانيني" و" الأسد الوديع " , اعتنائه بموظفيه وتفقده لهم , هدوئه الشديد في أحاديثه, وتشدده على الفصحى "إن كان الحديث صحفيا " ..يحترم المرأة كثيرا لكنه لا يميزها ..
صديق وفي , وليس أدل على هذا من وفائه لصديقه العلامة حمد الجاسر رحمه الله ومواظبته على حضور أعمال المؤسسة الثقافية له , والتي هو من أبرز أمنائها ..
• الأســـــــــد الطالب :
بعد أن تخرج من الكلية الإبراهيمية في القدس غادر للقاهرة فدرَّسه كبار الأساتذة : شوقي ضيف , مصطفى السقا والدكتور عبداللطيف حمزه والسباعي بيومي وهم أعضاء لجنة مناقشته للدكتوراة، حصد الأسد صداقات كبيرة جمعت بين طه حسين والعقاد وحمد الجاسر ومحمودشاكر ونقولا زيادة وغيرهم ممن غادروا الدنيا رحمهم الله..
• الأســـــــــــد الأستاذ :
يقول أحد تلاميذه : يملك الصرامة في الأداء والنقد غير المهادن , لا يجامل في العلم والمعرفة , ولديه حس رفيع بمعنى الأستاذية ..يكره الغباء والسطحية في الطرح , وأما في الإشراف العلمي فهو صاحب قوة وخبرة شاملة في التقويم , يصفه التلاميذ أستاذهم بأنه ليس بحداثي ّ , وأنه كلاسيكي ميال للقديم يذكّرهم بابن طباطبا وغيره من القدماء .
• الأســــــــــد المسؤول :
عمل في التدريس في عدد من الدول العربية خلال السنوات 1943-1954، وفي مناصب ثقافية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة خلال العامين 1954-1959 ،كما عمل في معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة لطلبة الماجستير خلال سنة 1956، و1960، و 1963 و1969-1970، وعميداً لكلية الآداب والتربية في الجامعة الليبية ببنغازي 1959-1961، وهو من أكبر مؤسسي الجامعة الأردنية وعمل أستاذاً للغة العربية وآدابها فيها، وعميداً لكلية الآداب، ثم رئيساً للجامعة 1962-1968، وعمل وكيلاً للإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية، والمدير العام المساعد المشرف على الشؤون الثقافية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في القاهرة 1968-1977، وسفيراً للملكة الأردنية الهاشمية بالسعودية 1977-1978 ورئيساً للجامعة الأردنية (للمرة الثانية) وأستاذ الأدب العربي فيها 1978-1980، ووزيراً للتعليم العالي في الأردن من 4/4/1985-24/4/1989، وللمرة الثانية من 27/4/1989-4/12/1989، وأستاذ شرف في الجامعة الأردنية من 25/12/1988، ورئيس جامعة عمان الأهلية 1991-1993 وعضو مجلس الأعيان بمجلس الأمة الأردني 1993-1997 ورئيس المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسس آل البيت) 1980-2000، ورئيس مجلس أمناء جامعة الأسراء منذ 1/4/1996م.
وهو عضو مجامع اللغة العربية بدمشق، والقاهرة، والهند، والأردن، والصين، وعضو مجلس إدارة هيئة الموسوعة الفلسطينية، وعضو أكاديمية المملكة المغربية، وعضو المجلس الإستشاري الدولي لمؤسسة (الفرقان) للتراث الإسلامي بلندن، وعضو اللجنة الملكية لجامعة آل البيت للعلوم والآداب، وعضو اللجنة الملكية لشؤون القدس، وعضو المجمع العلمي المصري في القاهرة، وعضو مجلس التعليم العالي في الأردن مرات متعددة.
ولكن العمل الأبرز والأكثر مسؤولية في مسيرته الحافلة :تأسيسه للجامعة الأردنية ..يقول السفير والأديب الشيخ عبدالمقصود خوجة في إثنينيته التي كرَّمه واستضافه فيها :
(إن تأسيس جامعة بالمعنى المعروف ليس عملاً يقابلنا كل يوم، فعملية إنشاء الشركات والمؤسسات والمصانع والمزارع والبنوك والمستشفيات، على أهميتها، لا تساوي شيئاً بالنسبة لإنشاء جامعة؛ لأن الجامعة رسالة علم، وهي في رسالتها تتعامل مع مستويين: عالم نذر نفسه للعمل الأكاديمي، وطالب تفرغ لتحصيل العلم على أسس ومناهج تختلف تماماً عن الأساليب التي تعودها طوال سنوات دراسته السابقة، وخلف هذين المستويين جيش من الإداريين والفنيين والعمال، ينسق بين جميع هذه الأطراف عشرات من النظم واللوائح والقوانين، حتى تبدو الجامعة منذ بزوغ فكرتها وحتى اكتمالها، مشروع مدينة صغيرة ذات أطر مختلفة يصعب التعامل معها بموجب ما هو معروف ومتوارث في إنشاء وإدارة سائر النشاطات الأخرى).
وفي كل هذه المناصب حمل هم ّ اللغة العربية ونافح دونها , وكان من أول وأهم أهدافه : إعادة أبناء هذه اللغة إلى منابعها الصافية , وردهم إليها ردا جميلا ..
• مؤلفـــــــــاته :
تبلغ مؤلفاته "أربعة وسبعين عنوانا ".. خدمت المكتبة العربية من أهمها وأكثرها تأثيرا :
(مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية ) وكان- كما ذُكِر سابقا – أطروحة الدكتوراة له التي أشرف عليها الدكتور شوقي ضيف , وسانده في رحلة الإعداد لها العلامة "محمود محمد شاكر .. يقول الأسد في أول سطر في الكتاب "الذي طبع ثمان مرات " صلتي بالشعر الجاهلي قديمة ترجع إلى أكثر من عشرين سنة , أيام كنا نحفظ المعلقات في الابتدائية )
وفي المرحلة الثانوية قرأ ما كتبه طه حسين , وبقي هذا الموضوع يقرع في ذهنه حتى تيسر له البحث المفصل فيه على امتداد ثمان سنوات ..أربع منها أنجز فيها الماجستير بعنوان " القيان وأثرهن في الشعر العربي في العصر الجاهلي " ثم ما نحن بصدده : مصادر العصر الجاهلي ".. قيل إن سكرتير طه حسين كان يقرأ عليه أجزاء من الكتاب فيقوم ويقعد ويغضب فيخرج ليناقش ناصر الدين شخصيا .. وفي آخر أيامه ناقشا معا بهدوء هذا الكتاب يقول الدكتور الأسد : "كنت أؤم مجلسه حين لم أكن أجد لنفسي موطئ قدم فيه، وبقيت أؤم مجلسه وليس فيه سوانا, هو و أنا وحدنا بعد ما مرض وهذا حال الدنيا !!!"
وكان هذا الكتاب حجة لمن وقف ليقارع طه حسين ,وماء زلالا روى به الرجل ظمأ عشاق الشعر الجاهلي الذين حفّزهم طه للبحث في مصادره .
• ومن مؤلفاته :
-تاريخ نجد - تأليف حسين بن غنام (تحرير وتحقيق) مطبعة المدني بالقاهرة سنة 1961 "الطبعة الثانية" - دار الشروق 1985.
-.ديوان قيس بن الخظيم، الطبعة الأولى - مكتبة دار العروبة بالقاهرة سنة 1962، الطبعة الثانية - مكتبة دار مادر ببيروت سنة 1967.
-.ديوان شعر الحادرة، ضمن مجلة معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية - المجلد الخامس عشر سنة 1969. ثم نشر مستقلاً: دار صادر ببيروت سنة 1973
-.تصورات إسلامية في التعليم الجامعي والبحث العلمي.
-.نحن والآخر، صراع وحوار، 1997.
-.نحن والعصر، مفاهيم ومصطلحات إسلامية، 1998.
-.نشأة الشعر الجاهلي وتطوره (دراسة في المنهج: محاولة أولى) نشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1999، الطبعة الأولى.
-.الحياة الأدبية الحديثة في فلسطين والأردن حتى سنة 1950م، نشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ومؤسسة عبد الحميد شومان، عمان 2000م، الطبعة الأولى.

• مؤلفات تناولته بالدراسة :
1.فصول أدبية وتاريخية لمجموعة من العلماء والأدباء مهداة إلى الدكتور ناصر الدين الأسد، تحرير: الدكتور حسين عطوان، دار الجيل -بيروت 1993م.
2.الشعر الجاهلي ومناهج بحثه بين كتابين، تأليف: الدكتور محمد إبراهيم حور، عمان 1996.
3.قطوف دانية مهداة إلى ناصر الدين الأسد (مجلدان)، تحرير: د.عبد القادر الرباعي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر -بيروت 1997م.
4.ناصر الدين الأسد سَفَرٌ في المدى،: ملامح من حياته ، تأليف: مي مظفر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 1998م.
5.ناصر الدين الأسد جسرٌ بين العصور، تأليف مي مظفر، الدار المصرية اللبنانية - القاهرة 2000م.
6.ناصر الدين الأسد بين التراث والمعاصرة - كتاب أعدته مؤسسة شومان، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2002م.
7.ناصر الدين الأسد ناقداً وشاعراً، تأليف أحمد المصلح، من منشورات وزارة الثقافة، الأردن، 2002م.
8-ناصر الدين الأسد: العالم المفكر والأديب الشاعر، تأليف أحمد العلاونة، دار القلم بدمشق 2004
• الجوائز التي حصل عليها :
-جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي عام 1402 -1982م
* جائزة الدكتور طه حسين لأول الخريجين في قسم اللغة العربية في جامعة فؤاد الأول ، 1947
* جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل الدراسات الأدبية والنقد لعام 1994/1995 م
* جائزة الخوارزمي العالمية من إيران 2003 .
* جائزة الدولة التقديرية في الآداب من الأردن 2003 .
الأوسمة:
- وسام الاستقلال الأردني - من الدرجة الأولى 1966 م .
- وسام التربية الممتاز من المملكة الأردنية الهاشمية 1976 م .
- الوسام الذهبي ( الميدالية الذهبية ) من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1977 م .
- شهادة " اليوبيل الفضي " التكريمية في الآداب - من الأردن ، 1977 .
- وسام الكوكب الأردني من الطبقة الأولى 1984 م .
- وسام القدس للثقافة والآداب والفنون ( من فلسطين ) 1991 م .
- وسام النهضة ( الأردن ) من الطبقة الأولى 1993 م .
- ميدالية الحسين ( الذهبية ) للتفوق من الفئة الأولى 1995 م .
- وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى 2000 م .
- وسام الإيسيسك (المنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة) من الدرجة الأولى 22/11/2000
- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ( من مصر ) 2001 م .
• الوفاة
توفي ناصر الدين الأسد يوم 21 مايو/أيار 2015 في مستشفى عمان الجراحي عن عمر ناهز 93 عاما بعد عمر حافل بالعطاء الثقافي والعلمي.