فدائي من تميم (مردغ) أنف الاحتلال ... كتب : إبراهيم قبيلات

مقالات ودراسات: فدائي من تميم (مردغ) أنف الاحتلال ... كتب : إبراهيم قبيلات

تاريخ النشر: 
2022.10.21 - 5:15 pm

إذا كان المُستعبدُ حُرّا فلا يخسر الا عبوديته، تلك هي القاعدة الذهبية لصراع الأمم وبوصلتها في حربها التي لا تكل، حتى طرد الغزاة.
عَدِّيٌّ التميمي ، فتى اختزل العرب وكثّف روحهم بتجسيد فكرة الفداء والدم. راوغَ العدو وجيشه المحتشد حتى الأسنان، وأفرغ فكرة النيل من المقاومة على الصُّعد كافة.
احتشدت إسرائيل بقضّها وقضيضها فلم تُفلح بالمناجزة. حتى سلطة أوسلو انخرطت في النبش عن الفتى التميمي، الذي، ولج عقده الثالث للتو .
كانوا يبحثون عنه حتى حاصروا المناطق والزوايا، فإذا به يخرج لهم من زاوية اخرى، فيباغتهم بالهجوم .
ارتقى عَدِّيٌّ، مقبلاً غير مدبر، مستعيدا سيرة تميم الضاربة في العروبة.
ثمة صفحات في سفر النضال الفلسطيني لا تنتهي بإسدال الستارة على مشهدها الأخير..و ثمة مهمات تغرس في العرب من الماء إلى الماء، معنى جديداً عن قيم الإقدام والجسارة في النضال الفلسطيني ومحطاته الراسخة.
عدي خاض مهمته، ثم ارتقى؟
شهيد بعمر الورد أصر على المقاومة حتى نفاد عتاده صار يبحث في جيبه عن مزيد من الذخيرة.
لقد أصر على المواجهة بقلب أسد مقبل على النصر والشهادة.
هو لا يعلم أن (الكاميرات) ستوثق قتاله وأنفاسه وقطرات دمه الأخيرة، هو لا يعلم أننا سنكون بموازاة مشهد دموي فلسطيني من مقاومة وعزة، هو بطله وسيده، لكنه صاغ المشهد بحرفية لا تقهر.
يدرك شهيد الأمة أن معركته الوجودية مع العدو الصهيوني لم تنتهِ بعد، ويدرك أيضاً أن دماءه ستكون عبيراً لآلاف الشباب من بعده؛ فيستنشقون عبق الكرامة، ويهرعون لحمل البندقية بسواعد عربية، بعد أن أبعدتهم الانظمة العميلة عن قيم المقاومة والاستشهاد..
لقد عبّر الشهيد عن هدفه السامي بوضوح في قصاصة ورقة كتب عليها محفزاً جيلاً بأكمله، ما نصه "عمليتي في حاجز شعفاط كانت نقطة في بحر النضال الهادر". ثم ختم الفتى الهادر" نفذتها والهدف واضح أمامي، بأن تحرك العملية مئات الشباب ليحملوا البندقية بعدي" .
إنه عدي وقد صار للمجد إطاراً، وللكرامة والمقاومة نبضاً..إنه عدي وقد قدّم لجيل (التيك توك) وأبناء (الديجتال ميديا) رواية العز العربية في مواجهة (أرانب الصهيونية).
بانتفاضة جسده الأخيرة كان الفتى الهادر شهادة يرسم لنا لوحة من نضال فلسطيني برصاص لا يموت ولا يقهر.