هل بات عملك عبئًا عليك؟ هذه النصائح لك!

منوعات: هل بات عملك عبئًا عليك؟ هذه النصائح لك!

تاريخ النشر: 
2022.06.12 - 4:15 pm

يعاني الكثير من الأشخاص من الإنهاك والإرهاق في العمل بسبب عوامل عدّة، وقد يصل البعض الى اليأس من وظيفتهم إمّا لكثرة المهام الموكلة اليهم، أو المعاملة السيئة من قبل الإدارة، أو خسارة الشغف حيث تصبح الوظيفة عبئًا يوميًا.

أصبح الإنهاك مألوفاً بصورة مقلقة لدى الموظفين. اذ بيّن استطلاع من شركة التوظيف “روبرت هاف” (Robert Half) أن معدلات الإنهاك ارتفعت بشدة، وهي في تزايد مطرد، إذ ارتفعت نسبة الموظفين الأميركيين الذين يعانون الإنهاك هذا العام 40% مقارنة بمستويات 2021. كما خلصت دراسة أجراها مكتب كبير مسؤولي الصحة بالتعاون مع كلية التمريض بجامعة ولاية أوهايو مطلع 2021 إلى أن ثلثي العاملين من ذوي الأطفال يعانون استنزاف الآباء.

ويشير خبراء الصحة النفسية الى أن الإرهاق والاستنزاف باتا سائدين حالياً. قالت الطبيبة النفسية جانيت رودريغيز، مؤسسة “أميكا كلينيكال كونسلتنغ” (Amica Clinical Consulting) في مدينة ديفي بولاية فلوريدا: “إنه المجتمع والنظام، لقد كان العالم في اندفاع شديد”. رغم أنك قد تشعر أنك بحاجة إلى أن تمضي ثلاثة أسابيع على شاطئ لتتخلص من الشدة النفسية، فإنّ فوائد ذلك ستكون مؤقتة ولن تعالج أسباب شعورك بالإرهاق. إليكم تغييرات دائمة الفائدة يجب أخذها بعين الاعتبار:

استشارة الاختصاصيين
بعدما تداعى بيبلز على درَج منزله، وجدت مساعِدته اختصاصية نفسية لتعينه. قال الرئيس التنفيذي: “كانت حياتي حتى ذلك الحين عملاً يليه آخر، ثم أنتقل إلى الهدف التالي. كان كثير من محادثاتنا المبكرة خلال العلاج يدور حول الاحتياجات الأساسية للإنسان والعادات التي تحافظ على تلك الاحتياجات، مثل الحفاظ على النوم وممارسة الرياضة وأخذ إجازة لمدة أسبوع كل ثلاثة أشهر”. أدرك بيبلز أنه شخص انطوائي يشحذ همته منفرداً. كانت تجربة العلاج النفسي مفيدة للغاية في مسيرته المهنية القوية الحالية لدرجة جعلته يعيّن معالجة نفسية تدعى دوروثي ضمن فريق “أدمنستريت”، إذ يمكن للموظفين حجز جلسات مجانية للتحدث معها دون كشف هوياتهم. ثم أضاف لاحقاً تحديد جلسة معها بوصفها جزءًا من إعداد الموظفين الجدد “لئلا ينتظر الناس حتى اللحظة الأخيرة قبل طلب المساعدة”. كما أضفى بيبلز إحساساً بأن العلاج النفسي أمر طبيعي عبر جعل “مواعيده مع دوروثي” علنية في جدوله.

شحن الهمّة يومياً
تدرب شركة “أدفوكتس فور هيومان بوتينشيال” (Advocates for Human Potential) الموظفين الذين يحتاجون إلى خدمات الرعاية الصحية النفسية على مفهوم الرعاية الذاتية، إذ يتعلمون كيفية تحديد ما يساعدهم على استعادة نشاطهم، سواء كان ذلك عبر الحضور في أحضان الطبيعة أو أخذ قيلولة أو خوض ألعاب معارك بأسلحة “نيرف” الناسفة، وأن تلك الأنشطة لن تكون ذات جدوى ما لم تكن جزءاً من المألوف الأسبوعي. ترشد تارا فيشر، كبيرة مديري البرنامج، المتدربين إلى كيفية الحفاظ على أنشطة شحذ الهمم. ترى فيشر أنه يتعين أن يتعلم المرء أن يقول: “لا يمكنني مساعدتك في نقل منزلك في نهاية الأسبوع” لأن الأمر “يتعلق بأن تسمح لنفسك بالتوقف عن الاهتمام بالآخرين جميعاً وأن تستعيد نشاطك. لذا، ارفض الطلبات التي تتضارب مع ذلك”.

الراحة الأسبوعية
قالت أليزا كلاين، المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة “وان تيبل” (OneTable)، وهي منصة ويب تجمع بين من يستضيفون عشاءات السبت مع ضيوفهم: “إذا كان ذلك جيداً لدرجة أن يمليه الله فهو جيد بما يكفي لنا جميعاً. تدور فرضيتنا برمتها بشكل أساسي حول أن يشتمل أسبوعنا على وقفة مقدسة تعيننا على التنفس وأن نعيش حياتنا بشكل كامل”. تقترح كلاين إقامة عشاء أسبوعي مساء نهاية الأسبوع مع الأصدقاء أو الأحباء: “تتزامن لحظة الجلوس لتناول العشاء مع نهاية أسبوع العمل فنتنفس الصعداء بحق”. أحدث حملات “وان تيبل” هي ما تسميه “سبت التقنية”، إذ يوقف الجميع تشغيل الأجهزة التقنية بدايةً من غروب شمس الجمعة إلى غروب شمس السبت.

مشاريع محفزة
يمكن أن يكون عملك محفزاً إذا كانت المشاريع جذابة. قالت رودريغيز إنّ ذلك يحدث عادة بإحدى طريقتين: “بعض الموظفين يستقون ذلك من تنفيذ المشاريع التي يكونون متحمسين لها. أما لدى آخرين فينتج ذلك عن أداء المهام التي يجيدونها”. لذا تقترح الطبيبة النفسية إخبار المديرين بالموضوعات التي تثير حماستك حتى يسندوا إليك المشروعات المتعلقة بها، وإدماج اهتماماتك الحقيقية بعملك قدر الإمكان.

الإجازات الطويلة
لم يعُد طلب إجازة طويلة من المحظورات، وكذلك الترتيبات المالية التي تحتاج إليها للاستفادة من تلك الإجازة. قالت جولي تيترنغتون، كبيرة مسؤولي الثقافة في موقع “ميرشانت مافريك” (Merchant Maverick) لتقييم البرامج التجارية: “نرى الآن موظفين استنفدوا طاقاتهم المعتادة، وهم يعملون بلا مخزون. لقد نفدت الطاقة التي مكّنت الناس من المضيّ قُدماً إبان الوباء منذ وقت طويل”. لذا جعلت تيترنغتون أخذ إجازات أطول أمراً طبيعياً حين طلبها. بيّنت بقولها: “إنّ ترك شخص ما يغادر لمدة أربعة أو ستة أسابيع قد يبدو وكأنه مشقة على المدى القصير، ولكن ارتفاع الروح المعنوية وزيادة الإنتاجية لدى عودته يستحقان الاستثمار الأولي”.

التجديد
يمكن إعادة تحفيز الموظفين ببساطة عن طريق تغيير الأمور. تقول روث بيرس، التي تدرب مديري المشاريع المستنزفين: “اسعوا للتجديد”. تقترح بيرس أن يجرب عملاؤها أنشطة جديدة بالنسبة إليهم، مثل رمي الفؤوس أو خوض سباقات سيارات كارت أو السباحة الفطرية أو ركوب القوارب أو معاودة أي من نشاطات الطفولة الممتعة مثل تسلق شجرة. تشير الدراسات إلى أن الأنشطة الجديدة تعزز نشاط الدوبامين في الدماغ، الذي يرتبط بالتحفيز والمكافآت. تقول بيرس إن “تلك النشاطات تعيد الضبط”.

إقناع رئيسك في العمل
يجب أن تسعى لطلب ما تحتاج إليه من مديرك بثقة، وأن تستغل فرصة حديثكما لتأكيد التزامك تجاه عملك من جهةٍ أخرى. قالت كاثلين سودي، المتخصصة في علم النفس التنظيمي ومديرة التقييم والشريكة في “ثرايف ليدرشيب” (Thrive Leadership): “إنه طرح عمل يدور في إطار محادثة، تماماً مثل أي نقاش عمل آخر”. تقترح سودي اتباع أربع استراتيجيات:

1. تقدم بطلبك في إطار المشكلات المتعلقة بالعمل. أولاً، صُغِ الأمر ليبدو مرتبطاً بالنتائج بشكل مباشر وقدم الحل، ثم اشرح فائدة طلبك للشركة. على سبيل المثال: “لإخراج مشروع سالتزمان من المنافسة، أتقدم بطلب إجازة لمدة ثلاثة أسابيع لتعزيز طاقتي لأعود بكفاءة كاملة”. كما يمكنك الإشارة إلى أدائك السابق: “لقد عملت في الشركة لمدة ثلاث سنوات ولديّ سجلّ حافل بالنجاح، رغم أنه كان عاماً حافلاً”. هذا ليس الوقت المناسب لتوضح أنك منهك على الدوام ولا تنام وأنه لم يعُد بإمكانك الاستمرار بالعمل، فأنت واثق بنفسك.

2. اجعل الأمر بمثابة تجربة. فمن لا يحب التجارب؟ قدم فكرتك كشيء ترغب في تجربته لمدة ستة أسابيع. قالت سودي: “ليس من الضروري أن يكون حلاً قاطعاً وسريعاً ودائماً”.

3. قدم خيارات لمديرك ودعه يساعدك باختيار التفاصيل، على سبيل المثال تقول: “يزداد تركيزي بشدة مع ممارسة يوغا فينياسا العادية، وأود أخذ إجازة لمدة ساعة ثلاث مرات أسبوعياً. يمكنني أن أحضر صفاً لليوغا في الثامنة صباحاً والوصول إلى العمل بحلول الساعة التاسعة والربع، أو يمكنني أخذ استراحة غداء طويلة”.

4. استمر بالتواصل واحرص على توضيح كل الأعمال التي تقوم بها يومياً أو أسبوعياً. قالت سودي إنّ ذلك “أمر يجعل مديرك يشعر بالراحة إن كنت تنجز المهام، ما يرجح أن يوافق على تجربتك”.