مبدعون: زينة.. من "نقص الأكسجين" إلى ماجستير "القدس المفتوحة"
"لن تقف الإعاقة حائلاً دون تحقيق ما أطمح إليه"، بهذا بدأت الطالبة زينة نظام عبد الحليم كلماتها، متحدية ظروفها الصعبة منذ الطفولة جراء نقص الأكسجين أثناء الولادة، ولسان حالها يقول: تعلقت بأنفاس الحياة فتسلحت بإرادة حديدية صلبة لأرسم حياة أفضل".
ها هي زينة اليوم، ابنة 25 ربيعاً، تناقش رسالتها في درجة الماجستير التي وسمتها بـ "الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وعلاقتها بالأمن النفسي لدى والدي ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة نابلس".
حازت عام 2021 درجة البكالوريوس متخصصة في "التربية الخاصة" من جامعة القدس المفتوحة، ولم تقف عند هذا الحد، فبدعم أهلها وأساتذتها صعدت درجة أخرى في سلم التعليم، وما زالت تنظر نحو قمم أخرى.
شعرت الخريجة زينة بفخر واعتزاز بهذا الإنجاز الكبير بعد تحقيق حلمها الذي وصلت إليه اليوم، متوجهة للجامعة تقول: "شكراً جامعتي.. لك -بعد الله- الفضل الكبير على دعمك الكبير".
ودعت الفئة المبدعة، فئة ذوي الهمم، أن يثابروا ويواجهوا تحديات الحياة، بدعم أنفسهم، وأنهت: "قالوا لا للمستحيل، فقلنا: أرغمناه على الاحتفال بنجاحاتنا".
أما والدة زينة، حياة عبد الحليم، فقد عبرت عن عظيم شكرها لجامعة القدس المفتوحة التي احتضنت ابنتها، مقدمة لها كافة سبل الدعم والراحة لتصل اليوم إلى هذه المرحلة، موجهة رسالتها لأهالي ذوي الاحتياجات الخاصة أن "كونوا سنداً لأبنائكم في مواجهة التحديات".
وقالت: "إنه يوم مشهود لـ"جامعة الكل الفلسطيني" التي تولي اهتماماً عالياً بتقديم حق التعليم للجميع". وتابعت: "هي جامعتي أيضاً، فقد التحقت بها لدراسة تخصص "الإرشاد النفسي والتربوي" في درجة الدكتوراه".
"نعم، مشوار طويل وصعب، لكن الفضل يعود لوالدتها التي ما فتئت تتابعها منذ صغرها في كل المراحل: الابتدائي والإعدادي والجامعي"، هكذا جاءت كلمات والد الطالبة د. نظام نجيب، مضيفاً أن "لهذه الجامعة الوطنية، جامعة منظمة التحرير، فضلاً كبيراً في دعم وإسناد ابنتي زينة، لوصولها إلى هذه المرحلة".
تذكر نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية أ. د. حسني عوض، أول يوم انتظمت فيه الطالبة زينة على مقاعد درجة الماجستير، "كانت خجولة هادئة، لكننا اليوم نراها تكسر الحواجز بشخصية قوية صلبة، حيث استطاعت أن تثبت نفسها في هذا البرنامج، وتنجز كل المتطلبات النظرية والعملية لتقف أمامنا بشموخ وتستعرض رسالة تخرجها". مضيفاً أن "الجامعة وضمن سياستها ونظامها، تقدم التسهيلات المطلوبة لهذه الفئة لإنصافها وتوفير بيئة حاضنة لها على قاعدة المساواة، من حيث المختبرات والبيئة الحاضنة التي تلائمها".
أما عميد الدراسات العليا والبحث العلمي أ. د. محمد شاهين، فيقول: "من أولويات الجامعة أن تقدم أقصى ما يمكن من التسهيلات لذوي الإعاقة، ومن واجبها أن توفر الدرجات العلمية كافة بدءاً من البكالوريوس فالماجستير والدكتوراه، لينعكس ذلك على حياة الأسرة بأكملها، بالإضافة إلى التأثير على شخصياتهم ليكونوا نجوماً مضيئة وقدوة لأقرانهم من الفئة ذاتها".
وأضاف أن الجامعة لعبت دوراً في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سلك التعليم، "ليكونوا سباقين ومنافسين في سوق العمل الفلسطيني".
تؤمن جامعة القدس المفتوحة، وفقاً لرسالتها ورؤيتها، بأهمية الوصول إلى أفضل الطرق لبناء بيئة تعليمية شاملة للجميع، وما اهتمامها بهذه الشريحة إلا لوضع لبنة أساسية في بناء المجتمع الفلسطيني، ساعية لتقليل العقبات وتقديم أفضل الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة؛ لضمان انتقال سلس إلى جيش القوة العاملة بعد التخرج.