جامعة إربد الأهلية بين الماضي والحاضر..بقلم الدكتورة: نهال عبد الله غرايبة/ كلية الآداب والفنون/ قسم اللغة العربية وآدابها

اخبار وفعاليات + إضاءآت: جامعة إربد الأهلية بين الماضي والحاضر..بقلم الدكتورة: نهال عبد الله غرايبة/ كلية الآداب والفنون/ قسم اللغة العربية وآدابها

تاريخ النشر: 
2023.09.23 - 2:45 pm

تعد جامعة إربد الأهلية أول جامعة خاصة في محافظة إربد، وثاني جامعة أهلية في المملكة، لتكون رديفًا للجامعات الأردنية الأخرى في الرؤية والنهج والهدف، ورافدًا رئيسيًا لنظام التعليم العالي الأردني بمختلف غاياته وأهدافه.

تأسست الجامعة في مطلع التسعينات، وبدأت مسيرتها الأكاديمية في تشرين الأول من عام 1994م، وكانت البداية بعدد قليل من الكليات والأقسام، ومع تنامي الإقبال على الالتحاق فيها من قبل الطلبة، وتزايد التخصصات المتاحة للتعلم الجامعي وجودتها وفاعليتها وقدرتها على مواكبة التطورات المتسارعة في مجال التعليم الجامعي؛ أصبحت الجامعة تضم سبع كليات في مراحل ما بين البكالوريوس والدراسات العليا المختصة بـ (الدبلوم العالي والماجستير)، كما أتاحت برنامجًا دراسيًا خاصًا لطرح المواد للطلبة الموظفين وتوفير فرصة الاستفادة من الالتحاق بالدراسة الجامعية في يوم السبت طوال الفصول الدراسية.

تقدم جامعة إربد الأهلية منذ تأسيسها تعليمًا جامعيًا متميزًا يلبي احتياجات المجتمع وسوق العمل من خلال بيئة تعليمية وإدارية وتقنية جاذبة، وداعمة للبحث والابتكار، تقدمه من خلال برامج أكاديمية متطورة ومعتمدة، تشمل: الخطط الدراسية، والمقررات، والكتب الجامعية، وأساليب وطرق تدريس وتقييم حديثة في بيئة تعليمية محفزة؛ لتخريج كوادر مؤهلة بالمعارف والمهارات لتلبي حاجة المجتمع وسوق العمل المحلي والإقليمي.

أما بالنسبة للبحث العلمي فتدعم الجامعة المراكز البحثية والبحوث العلمية المعرفية والتطبيقية التي تسهم في تنمية المجتمع المحلي وبناء الاقتصاد المعرفي.

وإضافة إلى الخدمات التعليمية والبحثية تسهم الجامعة في خدمة المجتمع من خلال سعيها الدائم في بناء علاقات وشراكات مثمرة مع أفراد ومؤسسات المجتمع.

أما عن تجربتي الخاصة في جامعة إربد الأهلية، فإنني أحمد الله على أن تعليمي الجامعي الأول كان في هذه الجامعة المرموقة وعلى أيدي أساتذة مرموقين وذوي كفاءة عالية وخبرة تعليمية محفّزة، وقد تخرجت من جامعة إربد الأهلية وكلي فخرٌ بها وما زلت وسأبقى مخلصة لجامعتي الأم ولن أنسى فضلها عليّ، ولن أنسى فضل أساتذتي في كلية الآداب وخاصة قسم اللغة العربية -وكان منهم الأستاذ الدكتور أيمن الأحمد، والدكتور عطا موسى، والدكتورة إيمان اللحام، والدكتور محمد السمان رحمه الله، وغيرهم-، وهم يبثون روح الأمل والتفاؤل بأننا سنصبح أساتذة أجلاء كما هم، وهذا ما حدث معي، فقد أنهيت ولله الحمد مرحلتي الماجستير والدكتوراه، وقد عملت كأستاذة جامعية مميزة في المملكة العربية السعودية، والآن وبعد 17 عامًا أعود إلى جامعتي الأم كأستاذة جامعية لمرحلة البكالوريوس في كلية الآداب والفنون، قسم اللغة العربية وآدابها، ولا أستطيع وصف سعادتي بالعودة إليها والتدريس فيها، وقد أصبحت كما تنبأ لي أساتذتي الذين لم ولن أنسى كلمات بعضهم لي والتي ما زلت احتفظ بها بين أوراق مذكراتي الشخصية.

جامعة إربد الأهلية تنهض الآن بأيدي العاملين فيها بدءً برئيسها ومرورًا بأعضاء الجامعة الهيئتين التدريسية والإدارية، وانتهاءً بموظفي الأمن وعمالها، اليوم أسير بين كلياتها ومبانيها الجديدة بالنسبة لي، أسير في باحاتها وبين جلساتها التي كانت تفتقر لها في السنوات السابقة، وكلي فخر لما وصلت إليه الجامعة اليوم، وأتمنى أن تستمر نهضتها وتطورها لتصل إلى أعلى مراتب التصنيفات العالمية والمحلية.

وأودُّ الإسهاب بالحديث عن قسم اللغة العربية وآدابها، إحدى لبنات هذا الصرح العلمي الشامخ، والذي يستمد رؤاه وتوجهاته من رؤى الجامعة، انطلقت مسيرة القسم منذ تأسيس جامعة إربد الأهلية، والذي يضم نخبة مميزة من ذوي الخبرة والكفاءة من أعضاء هيئة التدريس من حملة الدكتوراه والماجستير، في مختلف علوم اللغة العربية وفنونها، أما شغلهم الشاغل فهو العمل على إيجاد بيئة تعليمية تعلّمية جاذبة، تتآزر فيه الجهود بين كافة كوادره، برعاية دؤوبة وداعمة من إدارة الجامعة ممثلة برئيسها الدكتور أحمد خصاونة، ووفق تطلعات قائد البلاد وراعي نهضتها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.

ويسعى اللغة العربيَّة وآدابها إلى التَّميُّز المستمر في إعداد المتخصَّصين في تعليم اللغة العربيَّة، والقادرين على نقل المعرفة النوعيَّة والحفاظ على هُوية الأمة ومواكبة تطورات العصر، وإعداد المخرجات المتميزة القادرة على التطلع للدراسات العليا والتميز فيها وتحقيق المنفعة العامة في خدمة المجتمع، وقد تعددت أهداف البرنامج منها :تمكين الطلبة من إتقان معارف فروع اللغة العربية ومهاراتها، وتضييق الهوة القائمة بين المجتمع واللغة العربية الفصحى، وتطوير البرامج التعليمية على ضوء احتياجات سوق العمل، وتوفير بيئة أكاديمية وتربوية رائدة تشجع التعليم المتميز والتعلم المستمر والتدريب الفعال.

ويسعى البرنامج إلى إعداد مختصين في علوم اللغة العربية أصحاب الخبرة المعرفية والمهارية، كما يعمل القسم على توفير بيئة أكاديمية وتربوية رائدة تشجع التعليم المتميز والتعلم المستمر والتدريب المنهجي، ورفد المجتمع بكفاءات مؤهلة تُسهم في رقي مجتمعاتها وتطويرها، وتقديم برامج أكاديمية عالية الجودة في مختلف فروع معارف اللغة العربية وآدابها، وسد الحاجات البشرية من الكوادر القادرة على المنافسة في ظل اقتصاد معولم.

وفي النهاية فقد رفدت الجامعة كفاءات مؤهلة وقادرة اتسمت بالدور الريادي والتنموي؛ فشقت طريقها وتميزت في كافة القطاعات في وطننا الحبيب ممثلة بالنخب السياسية والثقافية والأكاديمية، أمثال: زميلنا الأستاذ الدكتور فرح زوايدة عميد شؤون الطلبة في جامعة إربد الأهلية، والنائب السابق يسار خصاونة رحمه الله، وسعادة الشيخ موفق القاضي- أحد وجهاء الوجهاء العشائريين في الأردن– وإن جامعة إربد الأهلية ممثلة بإدارتها الحكيمة، وكوادرها المؤهلة المجدّة، في شغف دائم للارتقاء بالمتعلمين وشحذ مهاراتهم ومعارفهم لتحقيق النجاح والتفوق في مستقبلهم العملي ما بعد الدراسة الجامعية، ورفد مجتمعاتهم بالخبرة المبنية على معرفة سليمة وواعية، في سبيل النهضة بالوطن وأبنائه، والسعي دومًا للعمل على رفعته وجعله في الصفوف الأولى عالميًا وعلميًا.