فلتبقى شامخاً دولة الرئيس .... بقلم: الدكتور مشعل الماضي

محطات جامعية: فلتبقى شامخاً دولة الرئيس .... بقلم: الدكتور مشعل الماضي

تاريخ النشر: 
2021.08.12 - 12:00 am

عروبية الأصل وعراقة التاريخ وأعراف تلك العشيرة القابعة على تخوم سهول حوران لم ولن تصنع من دولتكم إلا الإنسان المحب لأهله وربعه وعشيرته والمخلص لدينه ووطنه ومليكه وعروبته، فأنت من وقف على مسافة واحدة من الجميع منذ نعومة أظفارك كموظف في وزارة الخارجية، واليوم وأمام تركة ثقيلة تقلدتها في أحلك الظروف المحليّة والإقليمية والعالمية ليس أقلها وضعكم الذي لا تحسدون عليه كحكومة بين خيارين أحلاهما مر: قتالكم للمحافظة على أعظم حق من حقوق الإنسان والمتمثل بحق الإنسان في الحياة أمام عدو لا يعرف له مكان ولا زمان، وبين خيار حق الإنسان الجائع في السعي والحصول على قوت يومه، فيا لكم وفريقكم الوزاري من مقاتلين، تصارعون هذا وتحرصون على ذاك، وليس لكم من نصير، في زمن ارتفعت خلاله أصوات أعداء النجاح من الناعقين والمهاجمين والإنتهازيين الذي أبت وطنيتكم تحقيق مآربهم الخاصة على حساب حقوق أبناء الوطن الآخرين، حتى وصل الأمر أخيراً إلى مقعدكم في مجلس النواب حيث الشورى وتبادل الآراء و المسؤولية والمسائلة، فأي مقاتل أنت؟!.
أي مقاتل وأنت مكبل بقانون دفاع قيدته الإرادة الملكية السامية بشروط لم يفهمها الناعقون ولم يقدروا قيمتها وفضلها على حقوق المواطنين فاستغلوها لكسب الشعبيات وإثارة الفتن، وكل ذلك لم يستفزكم كصاحب ولاية عامة بالتفكير ولو للحظة واحدة بقمع حرية التعبير على الأقل من خلال إصدار أمر دفاع من شأنه تكميم تلك الأفواه كما أراد لها المشرع الدستوري أن تكون في حالة تعرض الوطن وحياة أبنائه للخطر من جراء الأوبئة أو الكوارث لا قدر الله .
دولة الرئيس:
أما تركتكم الثقيلة حول الإصلاح وحتى أكون منصفاً فلو وُكّلَ لأحد منهم إصلاح شأنه الخاص أو مزرعته الخاصة لتجاوز في أمره هذا العام والعامين فما بالهم بإصلاح دولة بأكملها إعتراها الكثير مما هم ونحن أيضاً نعترف.
وأخيراً ميدان القتال لا زال بحاجتكم أيها الرئيس حتى ننتهي من كوفيد وما سبقه أيضاً من أوبئة تحمّلتم وزرها مختارين لا مكرهين بثقة ملكية غالية على قلوب الجميع وأنتم أهلاً لها كابراً عن كابر . فلا تهنوا ولا تحزنوا، وأعانكم الله على تحمل مسؤولياتكم الجسام خدمةً لوطن كبير في قلوب أهله على رأسهم جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.